الخميس، 29 مارس 2012

المعتقلين البدون وحكيمهم


كان بعمر الزهور طفلاً لا يفقه من الدنيا غير انها وجدت للهو واللعب! تلك أيام الغزو العراقي الغاشم على أرضنا المغتربين بها ....

كان من المفترض به أن يقضي الوقت باللهو حيناً والنوم حيناً وشرب الحليب أحياناً كما كان أقرانه بالوضع الطبيعي ولكن ما حصل خلاف لما للطبيعي
ولكن ما كان يمارسه مختلف جداً عما هو طبيعي

يارباه
رجل بدأ حياته معتقلاً في عمر الزهور طفلاً مناضلاً لا قدرة جسدية له على مواجهة الطغاة, ولكن لم يستسلم ولم يرضخ واجه أعتا الطغاة في طفولته...
أثناء الغزو العراقي الغاشم, وقف ورفع علم بلده الكويت معشوقته منذ بدء تاريخه رفعه بوجه ضباط من الجيش العراقي!!!!!
فعل ما يلم يفعله الكثيرين ...... الكثيرين جداً
لم يدر في عقله فكرة انه بدون أو أي شيء من هذا القبيل
ببراءة الطفل وفطرة النبلاء والمناضلين
سجل موقف لبلده
الله أكبر
بم كان يفكر
طفل يقف أمام ضباط الجيش العراقي ويرفع علم الكويت أثناء الاحتلال!!!!!!؟
يقول له أحد الضباط "نزل العلم يا ولد" ويرفض بكل فخر واعتزاز يكرر الضابط طلبه ويكرر هذا البطل الطفل المناضل عناده وإباءه وتسطير أعظم الدروس بالتضحية للوطن... فما كان من طغاة الجيش العراقي إلا أن يعتقلوه لتأديبه...
وتم اعتقاله "طفل صغير "كويتي بدون" معتقل أسير لدى الجيش العراقي لفترة ".وهذه القصة واقعة حقيقية ! وقعت مع حكيم المعتقلين حكيمهم الذي علمني الحرية !
واقسم إن القصة بشكل أو بآخر وقعت مع أطفال بدون آخرين كما حصلت مع أقرانهم ممن يحلمون الجنسية الكويتية!

دارت الأيام والأيام ومنّ الله علينا بتحرير أرضنا الطيبة
ولم تتحرر روح هذا الطفل وقد أصبح رجلاً
استمر اعتقاله في وطنه بلا قضبان حديدية, معقل معنوياً بلا حرية بلا كرامة ولا أي حق من حقوق المواطنة!
استمر قمع هذا الرجل في وطنه بداعي القانون!
والغريب انه تم اعتقاله على يد ضباط الجيش العراقي لنفس السبب "بداعي القانون"!
حاله كحال بقية المعتقلين الذين انتفضوا لكرامتهم كما فعلوا ايام الغزو في ظل الحكومة المغتصبة لأرضنا, استمروا بانتفاضتهم على الظلم حتى تم اعتقالهم بالأمس القريب على يد رجال الأمن الممثل للحكومة الشرعية لوطننا الحبيب!

شيء محزن جداً مؤلم جداً

جميعهم  لم يحملوا يوماً عقول أطفال قد كان لكل واحد منهم عقل وروح مجاهد وقلب عاشق لوطنه كل هذا اجتمع في جسد أطفال, أو قل ما يفترض بهم أن يكونوا!...
  
هي أحوال غالبية الناشطين البدون في أيامنا الحالية, كانوا مناضلين منذ بدء حياتهم.. نعم بغير مبالغة, فما الغريب حين يعتقل عدد منهم أثناء وقفة أحتجاجية على الظلم !؟
أو خلال مسيرة يتخللها الصراخ طلباً للحق وحفظاً للكرامة!؟

لا غرابة بذلك برأيي الخاص, لماذا !؟
لانهم معتقلين أصلاً كما حال بقية شباب البدون مكافحين مجاهدين مناضلين في شتى المجالات وان كان اعتقال وقمع بغير قضبان حديدية!

لا أكتب لهواية أو بداعي المتعة انما كتبت أحرف نزفها القلب ألماً

ماكتبت نحيب ...
أو
هي  صرخة ...

عسى ان تصل لمن له القدرة على نصرة المظلوم ورفع الظلم
عسى أن  يشعر أحدهم ويقف لحقوقهم ويناصرهم ...
اكتب مستغيثاً راجياً الالتفات للمعتقلين البدون لكل من له قلب انسان يشاركنا المأساة... ليدعم ويشارك في حريتهم من خلف القضبان ليبقوا مقموعين خارج القضبان 
فالمعتقل بين الأهل اخف وأهون من المعتقل بيعداً عن الأهل ... فكروا بأمهاتهم وزوجاتهم وأبناءهم...

أغيثوهم

أرجوا من الله أن يصغى لندائي

ودمتم





0 التعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك من خلال عقلك فقط لا عاطفتك, وشكراً