الأربعاء، 28 مارس 2012

أثنين النكبة في تيماء

-->

كما جاء في بعض المعاجم  ...
تيماء:
هي الأرض الواسعة المُضلة المُهلكة ... يقال "تاه في تيماء وسط قِفار مهلكة!".

بالسابق كنت اعلم إن معنى اسم تيماء هو الأرض التي لا ماء بها! وكنت أرجح هذا المعنى .. جازماً بصحته.

ولكن تغيرت قناعتي يوم الأثنين 26/03/2012 الذي أثبت صحة المعنى الأول " أرض واسعة مُضلة مُهلكة"

نعم هناك ما يقارب الثلاثين رجلاً هلكوا في تيماء يوم أثنين النكبة! الرقم ليس أكيد قد يكون أكثر بقليل أو اقل بقليل.

تواجد الأبطال في المسجد للصلاة ومن ثم الانطلاق بمسيرة احتجاجية على ........ كل شيء يخص قضية البدون والأهم المطلب الإنساني الأول والأساسي "حق المواطنة."

خرج الأحرار من المسجد هاتفين "الموت ولا المذلة", اقسم انه هتاف تقشعر له أبدان الأحرار فقط! ولا تأثير له على الجبناء المتخاذلين بداعي افتقار الكرامة.

كنت أسير خلف مجموعة الأحرار بمسافة جيدة لتسجيل المشاهدات واهم الأحداث من خلال كاميرا الهاتف وبعض مما تبقى من خلايا عقلي, بنظرة خاطفة لما هو خلفي لاحظت اللواء إبراهيم الطراح يسير بسرعة وارتسمت على محياه ابتسامة غريبة, أحسست بأنه يردد بداخله " مساكين مايدرون شاللي جايهم الحين " من خلال ابتسامته الغريبة.

لم اقدر على التصوير فقد حاولت اللحاق بالمجموعة أكثر من محاولة التصوير, ولكن سجلت ملاحظة مهمة : وهي .....

كانت المجموعة بسيطة وافتقدت الكثير الكثير الكثير ممن طالب بالخروج للتظاهر والمطالبة بالحقوق, ممن ادعوا الرجولة والكرامة وعدم التخاذل, أسماء كنت أثق بشجاعتهم للأسف.. ولاحظت أن العدد الموجود أقل بكثير جداً عن المتوقع قياساً على الأعداد الكبيرة التي دعت بوجوب الخروج وبأنهم سيكونون أول المتواجدين.

ومن هنا كانت الكارثة ...
كانت النكبة بسبب أصحاب القضية, لا بسبب رجال الأمن والقوات الخاصة فقط.
نعم قُمعنا وهلكنا في تيماء "المُضلة المُهلكة" وكانت كارثة بكل المقاييس, ولكن من أعطاهم المجال لاستضعافنا وقمعنا بهذه الطريقة الوحشية!؟
السبب الرئيسي باعتقادي هو قلة عددنا, وقلة عددنا سببها تخاذل الأكثرية من أصحاب القضية "البدون".

لم تستمر المسيرة الاحتجاجية أكثر من عشر دقائق, نهايتها كانت دخول القوات الخاصة بين المساكن لملاحقة المحتجين السلميين, شاهدت "الباص" الذي كان يحمل القوة التي "احتلت وروعت" المنطقة بالكامل.. لاحظت أشكالهم بالصدفة قبل ارتداء "الأقنعة", اقسم أن لهم أشكال غريبة ...عيون شرسة متوحشة وجوه"وجوهٌ يومئذٍ صاغرةٌ مكفهرةٌ "

تلطخت أعينهم بنظرات الوحوش الجائعة, نظرات أَكلة الجيَف, نزلوا بشكل مخيف جداً في محاولة لمباغتة و قمع واعتقال الأحرار, أشكالهم وتصرفاتهم توحي بأن لهم عقول مبرمجة على قمع كل شخص يُحتمل بأن يكون بدون! أي شاب موجود في المنطقة المحيطة! قد يكون مجرد شاب يمارس هواية المشي, بالنهاية أنت تسير في تيماء أذا أنت بدون, وقطعاً أنت متهم بالتخريب بالنسبة لعقلية الأمن الهمجي, وبالتالي فإن الجزاء هو القمع و الإهانة والحط من الكرامة واحتمال كبير بالاعتقال وتلفيق قضية أمن دولة سلسلة تراتبية ترجع بنا لفترة محاكم التفتيش في اسبانيا!.

حاولنا الهرب طبعاً...
فجأة وجدت نفسي أبحث عن أي مكان أختفي فيه عن مركبات الأمن التي كانت تطارد أي كائن متحرك .. وان لم يقدروا على اعتقاله أقسم أنهم كانوا يحاولون دهسه! وهذا السبب الرئيسي لمحاولتي الاختفاء .. نعم لاحقتني سيارة أمن "يوكن أسود مغيم" و سيارات دفع رباعي أخرى! وكنت أقفز فوق سيارات سكان المنطقة هارباً مرعوباً من محاولة الدهس! كانت السيارات الواقفة تحميني من محاولة الدهس! فالمشي بالشارع  مجرداً يعني الدهس أو الاعتقال مخطوفاً !

البعض نجا وانا منهم ... وبإعجوبة ولله الحمد .. 
اعتقلوا بعض الأحرار الأبطال ونجوت كما بقية الأغلبية ..

شاهدت بعض الشباب هاربين فوق المنازل!
واسألوا فريق الرصد عن هذا المنظر الغريب جداً ..

كانت لحظات شديدة الغرابة والوحشية أشبه بحالة غزو على المنطقة, كانت منطقة منكوبة بمعنى الكلمة, نعم هلكنا في تيماء لسببين ..
وحشية قوات الأمن, وتخاذل أصحاب قضية البدون أنفسهم..

لست متحاملاً ولكن لك أن  تسأل أصغر طفل في تيماء, سيجيب بأنه لو كان عدد المحتجين كبيراً لما استطاعت قوات الأمن عمل ما عملت, استذكر معي يوم أثنين الكرامة الجميل والذي كان بتاريخ 19/12/2011, هل تتذكر عزيزي القارئ إصابة قوات الأمن بجميع أشكالها بالشلل التام, وعملية الانسحاب من شارع الكرامة "النجاشي"!؟ تعتقد ما السبب!؟
 لمن لا يعلم السبب أنظر الصورة  :


 
نعم انسحبت قوات الأمن خوفاً من التصادم مع هذا العدد الكبير من الجماهير, كان العدد يفوق العشرة آلاف رجل!

انسحب رجال الأمن من شارع النجاشي بسبب العجز فلا قدرة لهم للتعامل مع هذا العدد, خلافاً لما حدث يوم اثنين النكبة الأخير, فقد كان عدد قليل جداً مم أفسح المجال لقوات الأمن بشكل كبير جداً للضرب والاهانة كما يريدون, من هنا أستطيع ان أقول بخزي للأسف أن أثنين النكبة جاء بفعل أصحاب القضية الجبناء المتخاذلين الخاضعين الخانعين... فسحقاً لهم

لا أريد أن أروي مشاهدات وأحداث, كل ما أريده هو إيصال صرخة بوجه الجبناء المتخاذلين نعم أنا مقهور جداً بسبب انكشافنا بوجه قوات الأمن المسعورة لقلة عددنا .... نعم المتواجدين كانوا كل رجل منهم بألف كما قيل لي لمجرد مواساتي, ولكن هذا الكلام يعطي دافع معنوي, ولكن لا قيمة له أبداً على أرض الواقع أمام همجية القوات الخاصة ..

 على الهامش
أورد لكم بعض المشاهدات الجديرة بالذكر :
كان عدد قوات الأمن أكبر بكثييييييييييير من المحتجين البدون
أمتلأت تيماء بمباحث الجنائية 
أعداد الـ"يوكن أسود مغيم" كان تكفي لاعتقال جميع المحتجين واكثر
وكان هناك عدد قليل من الـ"يوكن بيج مغيم" واللاند كروزر أحدهم كان يقف بساحة الحرية

بالختام ...

لا يا ذا الزمان الردي وأكثر وداده مر
اتضعضع الحال وانباع الصدف بالدر
وابن الزنى أغتنى وانهان ذاك الحر
والجلب عض الأسد خلى دموعه تخر


بيتين شعر من الذاكرة ولا أعلم من القائل, وان كان صحيح بالكامل أم حرفته بغير قصد, ولكنه كلام يعبر عما أريد قوله.

سلام





هناك تعليقان (2):

  1. صحيح هناك الكثير من التخاذل لكن لدي اقتراح ممكن يكون على صواب وممكن يكون خطأ لماذا لايتفق المتظاهرون على مكان لتجمع مثلاً من فرع جمعيه وغيروا الاماكن جددوا خلوها بقطع ثانيه غير قطعه واحد فالمشكله الكبيره بالتنظيم وبنقطة الانطلاق

    ردحذف
  2. هذا مايحصل بالعادة نتفق على مكان

    ردحذف

اكتب تعليقك من خلال عقلك فقط لا عاطفتك, وشكراً