الثلاثاء، 8 مايو 2012

تنظيم حراك البدون



تنظيم حِراك البدون


لا نختلف على وجوب تنظيم حراك البدون, من خلال تجمعات أساسها التنسيق وتحديد الأهداف والتخطيط للوصول للغايات بأفضل الطرق من خلال طرح مختلف الرؤى وبلورة الأفضل ومن ثم الالتزام التام بما هو مخطط له.

بعد الاتفاق على وجوب تنظيم الحِراك يتبادر للذهن عدة أسئلة منها على سبيل المثال لا الحصر:
أولاً: ما هو شكل التنظيم أساسا!؟ هل هو تنظيم حزبي أم مجرد حركة مبنية على تآلف عدة عناصر أو أفراد لتحقيق هدف معين!؟ ومن ثم ما هو الأفضل هل يكون التنظيم معلن أم سرَي!؟.
ثانياً: هل التنظيم مستحق وذو جدوى في حالة البدون!؟

للتذكير ... أنا هنا أطرح رأيي الخاص.
بعيداً عن الإطالة سأحاول أن أطرح رأيي من خلال البحث بخصوص أفضلية شكل التنظيم بالنسبة للبدون هل يكون حزبي, أم مجرد حركة ائتلاف, ومن ثم سري أم معلن.

أولاً:
شكل التنظيم!؟ للتنظيمات السياسية والاجتماعية عدة أشكال منها:

التنظيم الحزبي:

أرى أن التنظيم الحزبي هو إطار لعلاقة مجموعة من الأفراد لهم أهداف و "نظريات" مشتركة للعمل ومن خلال التنظيم الحزبي يتم رسم الخطط والاستراتيجيات لتحقيق الأهداف المتفق عليها! كما أن هناك الكثير من الساسة من فسر التنظيم الحزبي عدة تفسيرات كما اختصرها احدهم بـ"العلاقة بين النظرية والممارسة"

والسؤال: هل للناشطين البدون نظرية سياسية!؟

لا أرى ذلك أبداً, ما أراه هو: (أننا نملك قضية وهدف وإيمان كافي للعمل, فقط!).

إذا من هنا نجد سبب رئيسي لإلغاء موضوع التنظيم الحزبي من غير الإسهاب في أمور أخرى فأنا لا أريد الإطالة بغير داع .


التنظيم بشكل حركة ائتلافية أو تكتل ناشطين:

تعتمد الحركات أو التكتلات السياسية والاجتماعية على توافق الأفراد على هدف موحد يشكل رابط ائتلاف قوي وهذا الهدف هو الرابط الأول والأخير للعلاقة بين الأفراد, دائماً تتميز الحركات الائتلافية والتكتلات الحركية بانعدام الأيديولوجيات المختلفة وهذه ميزة مهمة جداً بالنسبة للبدون لاختلاف الإيديولوجيات داخل فئة البدون ( سنة , شيعة مثلاً )!, وهذا التميز أراه كافي جداً لاتخاذه شكلاً لحراك الناشطين البدون, طبعاً كالعادة لا أريد الإسهاب بالمميزات الأخرى والتي أراها تصلح لحراكنا.
ولكن أذكر لكم بعض السلبيات لهذا الشكل من التنظيمات والتي ممكن تفاديها إن كان المنظمين لهم من الإيمان بالقضية ما يؤهل للإصلاح.
من السلبيات: عدم وجود قوانين معينة تحكم طبيعة العلاقات بين الأفراد مما يسبب ضعف بالتنسيق والتنفيذ.
و أنا أرى أننا نملك من الإيمان بعدالة قضيتنا ما يؤهلنا لاختلاق قوانين خاصة بنا, ممكن أن تكون قوانين أخلاقية غير مكتوبة.
انتهينا من البحث والمقارنة وطرحت رأيي "الخاص" بأفضلية شكل التنظيم.

استكمالاً للجزء الثاني من السؤال الأول:

هل يكون التنظيم سري أم معلن! وهذا موضوع مهم جداً.
يعلم الجميع حجم الضغوطات الحكومية على الناشطين البدون, ويعلم الناشطين أنفسهم كثرة نقاط الضعف لكل ناشط بدون من خلالها يمكن للحكومة السيطرة على الناشط! من باب الواقعية و على سبيل المثال لا الحصر: ماذا أن كان الناشط متزوج ولديه أبناء وملتزماً بأمور مالية صعبة يعمل في جهة ما, شاء الله أن يتم حبسه احتياطياً مدة كبيرة, تلقائياً يتم فصلة من العمل ويعلم الجميع ما سوف يترتب على ذلك من مشاكل كبيرة جداً, أقلها التعثر في الالتزامات المالية مما قد يترتب عليه (سجن) " هالكلمة بالذات محتاجة موسيقى تصويرية" من هنا أتساءل إن كان هناك شخص على استعداد للتضحية بنفسه, ما الضمانة بأن هذه التضحية ممكن أن تعود بالفائدة على القضية!؟ أنا ممكن أضحي وانسجن وانفصل من عملي ويضيع مستقبلي في سبيل حياة أخرى لغيري وان كنت لا احتاج لإثبات هذا ولكن يشهد الله على صدق ما أقول, ولكن هل تضحيتي بمستقبلي ممكن أن تفيد غيري!؟
اعتقد بنظري الخاص للوضع, إن تضحيتي الكبرى لا تعود بالفائدة المرجوة على غيري! أعلم يقيناً بأن ضياعي التام لا يمكن أن يكون غير مجرد فقاعة إعلامية تموت خلال يوم أو يومين! في حين سأفقد مستقبل كامل! .
طبعاً كل هذا يعتمد على التوفيق من الله, ولكن مهلاً نحن نريد أن نعمل على مبادئ علمية, لا نريد الانتحار لقضية لا تحتاج الانتحار! لمجرد أن الله الموفق ومن ثم نعمل بغباء ونطلب التوفيق!.

ثانياً:
هل التنظيم مستحق وذو جدوى في حالة البدون!؟
شخصياً أرى أن غالبية ناشطين البدون الموجودين على الساحة لهم أيديولوجيات مختلفة متناقضة حد التنافر, وهذا كلام صريح لا أتوقع من الجميع قبوله, ولكن لنطلقها صرخة صادقة, بيننا الكثير من الخلافات الكبرى, أساساً لا يجمعنا إلا القليل, ويفرقنا الكثير ... الكثير جداً, لا أود الإطالة بهذه النقطة فهي مثيرة للأحزان, وقد تكون كنز ثمين لمن يتربص في حالة التفصيل إن أردت أن أطيل الحديث في مايفرقنا من خلافات أو تضاربات, ولكن أضع أمامكم نقطة واحدة لا غير كفيلة بأن تكون سبب كافي للفتنة وبث الفرقة في حال كان هناك تجمع ائتلافي للناشطين البدون وهي مشكلة "النعرات القبلية".
ولكن لا ننسى الأهم وهو إننا تخطينا مرحلة التكوينات والتشكيلات الحركية للعمل الحقوقي, نحن الآن على الأرض نعمل, يجمعنا هدف لا يحتاج للبحث والتفصيل وهو هدف حق المواطنة, أرى بأن هذا كافي لتنظيم المجاميع بغير اتفاقات أو اجتماعات أو تنسيق, وبصراحة أجد إن عملنا بأسلوب مجاميع صغيرة متباعدة كما هو موجود حالياً أفضل حتى لا يكون هناك احتكاك يولد شرارات أيديولوجية, كالنعرات الطائفية الموجودة أساساً لدى الكثير من الناشطين.

والنتيجة,,, أرى بعدم جدوى ما يطرح هنا وهناك بخصوص تشكيل ائتلاف يضم الناشطين البدون.

وفقنا الله وإياكم لكل ما فيه خير لوطننا الحبيب الكويت أولاً وأخيراً.

سلام


0 التعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك من خلال عقلك فقط لا عاطفتك, وشكراً